الزنزانة رقم 06-خطوة في الفراغ- مناجاة

مناجاة

إنها اللحظات المفضلة لدي في اليوم، لا أسمع فيها شيئا، إلا مواء القطط ونباح الكلاب، في السوق المظلم لا حركة ولا صوت إلا ما تنقله الرياح، الكل يموت مؤقتا ليُبعث في الصباح... أشعر أني ملك الظلام أتّحد بالنسائم الباردة التي تخرج وتدخل من القناة الوحيدة في الزنزانة، أطير إلى السوق أجول وأمرح في المدينة النائمة، أصل إلى أطرافها، تبدو مختلفة في الليل لا أحد هناك إنها مدينة أشباح لا وجود للحياة إلا في بعض المنازل بنورها الخافت، لا بد أن فيها شعراء، هم وحدهم لهم القدرة على الحياة في الليل، هم وحدهم من يتحدون الموت، أسمع أحدهم يهذي باسم من يحب يبدو أنها سرقت عقله وسافرت بعيدا .... وآخر تعانق شفاهه سيجارة ويسافر مع دخانها يقطف نجوم الأمل، يعيش الأحلام كباقي الشعب.... وهذه شاعرة تدوس واقعها تتحدى القهر في غرفتها النائية في بيت أهلها تنام وحيدة، تتحرّر من كل شيء تعانق الورق مع صوت فيروز تعبر إلى اللامتناهي، وتقول ما لم يقل من قبل ...اااه جسدها قصيدة وهي تتراقص على أوتار الحرف أرغب في تقبيلها من جبينها، وأنا نسيم بارد، تفتح نافذتها وأعبر بعيدا إلى الفضاء أرى المدينة المتعبة وهي تستفيق..

(للتفاعل وإضافة مسارات جديدة اضغط هنا/ اكتب الرمز مع الرسالة.05)

العودوة- خطوة في الفراغ