المذكرات الجزء الثاني- ص الأخيرة - 40
آخر الأوراق تحمل ألغازا جديدة لا بد أنه
يريد إخباري بمكان الوثائق لكن لماذا يضع الألغاز تراه كان يخاف أن تقع الوثائق في
يد خاطئة أو يريد أن يتأكّد بأن من تصله على مستوى من القناعة والذكاء بأن يتابع
القضية... رجل مسكين ظل عمره يسعى لمحاربة الظلم، ويموت منسيا في هذا المكان القذر
... أنا أيضا يبدو مصيري مشابها لكن على الأقل لست مشهورا، ولم أقدّم للوطن ولا
للشعب شيئا، بل العكس أنا أعيش عالة على الجميع لا أذكر أنني في حياتي قدّمت شيئا
ذا قيمة ... لا لا مرة فعلت كان ذلك وأنا أدرس في الثانوي ساعدت في بناء مسجد بناه
مقاول بأموال البناء المغشوش لعل الله يكفّر ذنبه، ولعل النظام يعفو عنه ولا يدفع
الضرائب.. لو كُتب لي النجاة سأكون أكثر إيجابية سأساعد الجميع سأبحث عن فتاة صغير
أتبناها... لا عليّ التوقّف على الهذيان لا يمكن أن أعيش حياة الرجل مرة أخرى،
فأنا مختلف عنه مثلا أنا لا أحب التوجهات الإيديولوجية التي كانت مسيطرة في زمنهم،
أما الآن فلا أحد يكترث المهم المال والسلطة حتى الدين بدأ يتراجع بعد أن حضي
بمكانة مهمة في أنفس الناس وظهور الصحوة وأصبح الجميع يصلي في الصف الأول ..ههه لا
يمكن البعض فقط ههه المسجد لا يكفي الجميع في الصف الأول .. بالكاد أذكر المرات
التي صلّيت فيها في المسجد كنت أشعر بالرهبة وأنا بين الصفوف....