تحت الأرض
رميت جثة والدي في البئر وأحرقت مع باقي الجثث ..
خبأت جدتي وأمي دموعهما فالبكاء على الميت محرّم في قبيلتنا لأن الإله... يطلبه.. الجميع كان يعرف بحمل أمي وينتظر مولودها الذي سيعوّض أباه ... جاء اليوم الموعود لحسن حظي كان الموعد في يوم إغارة القبيلة على إحدى المدن المجاورة فلم يكن هناك إلا بعض الحرس والنساء والأطفال..
أشرفت جدّتي على توليد أمي وهنا كانت الكارثة فقد وُلدت بأربعة أيد وبشرة سمراء كما ترين، وعيون مختلفة عنهم، خافت جدتي عليّ وعلى أمي فلو علمت القبيلة لقتلونا جميعا، فلا حياة للمختلف بينهم كما أنها خافت من حكاية قديمة تقول أن هلاك القبيلة يكون على يد العقرب وهو رجل قوي بأربعة أيدي وخصلة بيضاء بشعره، وهي كامل الصفات التي حملتها..
كان على جدتي التفكير بسرعة، اتجهت لحيوانها المفضل كان جديا صغيرا، قتلته لأجلي و لطّخت رداء أمي بالدم وحملت أمعاءه ورأسه ولفتهم جميعا كي توهم النسوة في القبيلة أنني ولدت ميتا، أما أنا فحملتني إلى القبو وهو مكان مظلم له ممر سري بناه والدي دون علم القبيلة، لأنه أدرك أن هلاك القبيلة قادم فأراد لنا مهربا في حال تعرضنا للهجوم، حيث كان يضع ما يكفينا لأيام تحت الأرض.
*الأيام التي حميّ الوطيس فيها كان الأمل هو الرفيق الوحيد لنا ..كقيصر في غليونه مترنما بين الأفنية ..أو كحال كسرى في إيوانه ..كان الأمل يكبر فينا الفينة بعد الفينة ..كأنه وليدٌ بعد طول إنتظار و سقم كان لوالديه أشبه بمسيحٍ أو ولدان آشور و بابل ..دمتَ أيها الأمل كالشمس تطِل عل محاريب الزهاد ..دمتَ كالظبي و المهر و الريم تملئ المروج و الأدغال ..و لم يبرح هذا الأمل مضاربنا حتى و رحى الحروب تدور كنجم يرشد العابرين و الربابنة وسط أمواج المحيط !* /إضافة المؤلفة حياة سعيد
رمت جدتي الرداء إلى البئر وخلفه النيران، وسرعان ما نسي الناس أمرهما وانشغلوا بالمعارك والحروب.... حروب كنا ندفع ثمنها ... أبطال لكن من شر ...
خبأت جدتي وأمي دموعهما فالبكاء على الميت محرّم في قبيلتنا لأن الإله... يطلبه.. الجميع كان يعرف بحمل أمي وينتظر مولودها الذي سيعوّض أباه ... جاء اليوم الموعود لحسن حظي كان الموعد في يوم إغارة القبيلة على إحدى المدن المجاورة فلم يكن هناك إلا بعض الحرس والنساء والأطفال..
أشرفت جدّتي على توليد أمي وهنا كانت الكارثة فقد وُلدت بأربعة أيد وبشرة سمراء كما ترين، وعيون مختلفة عنهم، خافت جدتي عليّ وعلى أمي فلو علمت القبيلة لقتلونا جميعا، فلا حياة للمختلف بينهم كما أنها خافت من حكاية قديمة تقول أن هلاك القبيلة يكون على يد العقرب وهو رجل قوي بأربعة أيدي وخصلة بيضاء بشعره، وهي كامل الصفات التي حملتها..
كان على جدتي التفكير بسرعة، اتجهت لحيوانها المفضل كان جديا صغيرا، قتلته لأجلي و لطّخت رداء أمي بالدم وحملت أمعاءه ورأسه ولفتهم جميعا كي توهم النسوة في القبيلة أنني ولدت ميتا، أما أنا فحملتني إلى القبو وهو مكان مظلم له ممر سري بناه والدي دون علم القبيلة، لأنه أدرك أن هلاك القبيلة قادم فأراد لنا مهربا في حال تعرضنا للهجوم، حيث كان يضع ما يكفينا لأيام تحت الأرض.
*الأيام التي حميّ الوطيس فيها كان الأمل هو الرفيق الوحيد لنا ..كقيصر في غليونه مترنما بين الأفنية ..أو كحال كسرى في إيوانه ..كان الأمل يكبر فينا الفينة بعد الفينة ..كأنه وليدٌ بعد طول إنتظار و سقم كان لوالديه أشبه بمسيحٍ أو ولدان آشور و بابل ..دمتَ أيها الأمل كالشمس تطِل عل محاريب الزهاد ..دمتَ كالظبي و المهر و الريم تملئ المروج و الأدغال ..و لم يبرح هذا الأمل مضاربنا حتى و رحى الحروب تدور كنجم يرشد العابرين و الربابنة وسط أمواج المحيط !* /إضافة المؤلفة حياة سعيد
رمت جدتي الرداء إلى البئر وخلفه النيران، وسرعان ما نسي الناس أمرهما وانشغلوا بالمعارك والحروب.... حروب كنا ندفع ثمنها ... أبطال لكن من شر ...