الهجوم الأخير
The last attack
بدأت التحضيرات للهجوم الأخير على قلعة الشرير؛ فلا فرصة
أمامهم لهجومين، فإما أن ينتصروا أو يموتوا جميعا، كل الحيوانات شاركت، بل الأشجار
الناطقة أيضا، حضرت الطيور بكل أنواعها،
يبدو أن الطير ظل في أغلبه خيّرا بعد اللعنة،
كان التحضير مهولا، فالعقرب رغب في مشاركة الجميع فالمعركة معركتهم بالدرجة
الأولى، في الجهة المقابلة كان الشرير يستعد ويعد اتباعه من اشرس الحيوانات، أسود
وضباع وحيات وتماسيح...
انتقل العقرب ومن معه عبر ممرات سرية أسفل القصر إلى أن
وصلوا إلى مشارف الباحة الرئيسية كانت خطّتهم أن ينقسموا قسمين؛ الأول يقوم بإلهاء
الشرير وأتباعه من جهة الغابة فيعتقدون أنه الهجوم الفعلي بينما يتسلل العقرب
والبقية من الخلف للقضاء على الشرير بعد كسر المولّد الذي يمدّه بالطاقة
التحويلية... بدأ الهجوم وانطلت الحيلة على الشرير رغم مكره وشّكه في المهاجمين،
لكن تنكّر أحدهم بأربعة أيد جعله يطمئن لأنه عرف أن العقرب معهم
ما إن بدأت
المعركة كان المهاجمون يتراجعون ساحبين الأشرار إلى خارج القصر، فقد حضروا لهم
حفرة القطران الكبيرة... نتيجة لحركتهم عرف الشرير أنها خطة فتوقف مع بعض الحيوانات
المفترسة والبقية واصلت المطاردة ليسقطوا في الحفرة، في الجهة الأخرى اقترب العقرب
من المولّد لكن الغربان الحارسة بدأت بإصدار صوتها المزعج عرف الشرير أنهم تسللوا
من الخلف فرجع بسرعة لغرفة المولّد فوجد العقرب وبعض الجنود، وهنا بدأت المعركة
الحقيقية فأشرس الحيوانات مقابل بعض الجنود وحيوانات عاشبة، لم تكن المعركة
متكافئة لكن العقرب جعلها كذلك حيث تصدى للأسود القاتلة، وجعل الضباع تتراجع، أما
الشرير فغيّر درعه بآخر ضخم جدا يخرج منه البخار وبدأ بمطرقته ضرب الجميع، كان كسرُ
درعه أشبه بالمستحيل لكن العقرب تذكر قول ناصر في أن عدو الأجهزة هو الماء، فجعل
الشرير يقترب من الجدار الذي خلفه النهر، ببضع ضربات من السيوف انكسر الجدار لتغمر المياه الغرفة، حاول الشرير الهروب لكن
الماء أدركه، فانطفأت شعلته وهو يصرخ، فتح الدرع ليظهر على صورته الحقيقية
القبيحة، حاول الهروب لكنه حوصر أخيرا ليتبدّل في صورة طيف لكنها لم تنفع ثم نظر
لإحدى الافاعي الضخمة الميتة فدخل في فمها لتحيا من جديد لكن بصورة أكبر وأفظع،
ابتعد الجميع من أمامها بقي العقرب فالمعركة معركته معها، بدأت بنفث السم عليه
لكنه استطاع تجنبه، ضربها على ذيلها فقطعه لكنها أنبتت غيره، بسرعة خاطفة أمسكت به
ولفّته بقوة وقالت له: أخيرا سأسحقك وأكون أنا من قتل آخر منقذ سأحظى بمكانة مهمة
عند الشيطان الجميع اعتقد أنني الأضعف لكنني الأذكى ستموت...
رد عليهالعقرب: هذا حلم سأقتلك وإن اعتقدت أن جسمك بهذه
القوة فأنت مخطئ ...
بقوة كبيرة فك
العقرب الطوق فانتفضت الحية وسقطت بجانبه، وبلمح البصر قطعها نصفين وقبل أن تنبت
نصفها الآخر قطع رأسها... اعتقد مع البقية أنها نهاية الشرير لكن ذلك لم يكن صحيحا
فالشرير متعدد الصور .. ماتت الحية وظهر من بعيد ذئب شرس انطلق نحو العقرب، فقد
سكنه الشرير بدأت معركة جديدة فالذئب الشرس قوي جدا خصوصا بعد تحوّله لمسذئب كان
القتال عنيفا جدا، كاد المستذئب يتغلب على العقرب لكن أصدقاءه ساعدوه فأشواك
القنفذ كانت كفيلة بإفقاد المستذئب البصر ليستغل العقرب الفرصة ويطعنه بالسيفين
معا ثم قطع رأسه، لكن قبل أن يفعل كان الشرير قد انتقل إلى هيكل عظمي به عدة رؤوس
للحيوانات .. عرف العقرب حينها أن قتله بهذا الشكل مستحيل سيستنفذ قواهم ويقتلهم
واحدا تلوى الآخر .. حضر الثور الحكيم من بعيد وأشار إلى العقرب ان يحطم المولّد
فهو من يسمح للشرير بالتجسد مرة أخرى لكن المولّد خلف الشرير الآن ... بدأ يستدرج
الهيكل وكلما قطع رأسا خرج مكانه آخر كان مرعبا وقويا لدرجة أن المحاربين انسحبوا
جميعا خلف العقرب، أما الشرير فقد اصطف معه اشرس من بقي من الوحوش، وكان عليهم
حماية المولّد بدأت المعركة الأخيرة الجميع شارك هذه المرة... استغل الثور الحكيم
انشغالهم ببعضهم في القتال وقرّر أن يحطم المولّد رغم انه كان يعرف أن هلاكه بعد
التحطم اكيد فالطاقة كبيرة جدا ولكنه قرر التضحية بنفسه لأجل الجميع... انطلق
بمطرقته العملاقة شاقا طريقه بين الوحوش حاول العقرب منعه لكنه لم يفلح .. أما
الشرير فلم يتوقع ذلك لأن الحيوانات العاشبة غريزتها الهرب من المخاطر ولا يمكنها
التضحية لكنه نسي أنه ترك فيها شيء من إنسانيتها... ذُهل الجميع والثور يحطّم
المولّد لينفجر وينتفض الجميع، عادت بعض الحيوانات لصورتها، انمحت الهالة المرعبة،
وبدأت تتراجع أمام الجنود والحيوانات المهاجمة، أما العقرب فعلم أنها ستكون نهاية
الشرير الذي حاول الهرب لكن حصار حيوانات الغابة التي حضرت للانتقام منعته، فما
كان له إلا أن يقاتل، كان العقرب يقطع رؤوسه رأسا تلو الآخر دون أن يستطيع
تعويضها، وبقي آخر رأس إنه رأس الشيطان المرعب كان ينفث نارا وسما لكنه لم يمنع من
سيوف العقرب حيث قطعه اخيرا، لتخرج منه جوهرتان خضراوان حملهما العقرب ووضعهما في
مكانهما في السيف أضاء السيفان مرة أخرى، وعلم الجميع أنه انتصر مرة أخرى ففرحوا
جميعا بما فيهم من هم خارج الكهف، أما الحيوانات فبدأت ترجع لحالتها الإنسانية،
كانت تتحول بشكل تلقائي في كل الغابة، العاشبة منها والمفترسة، حمل جماعة الثور
أسلحتهم وقاموا بالقبض على المفترسين لأنهم ساندوا الشرير، أخبرهم العقرب أن لا
يتركوهم مرة أخرى يعبثوا بالغابة، ويجب أن يعفوا فقط على من تم تخديره أما الباقي
فيجب سجنهم لأنهم اختاروا طريق الشر...
(للتفاعل وإضافة مسارات نصية للقصة اضغط هنا وأرسل الرمز التالي مع الرسالة 20)
رغم أن الجميع فرح
بهذا إلا أن بعض الجنود الحيوانات لم تتبدّل بقي بصفتها حيوانات، احتار العقرب ومن
معه في الأمر لكن حضور السلحفاة المسنة -وكانت أحدهم - بددت حيرتهم، فهؤلاء لن
يعودوا لصورتهم الإنسانية لأنهم من أباء أو أمهات حيوانات أصلية فبعد أن بدّل
الشرير بعض البشر تزاوجوا مع حيوانات حقيقية وعندما رفعت اللعنة عادوا نصف بشر
ونصفهم الآخر يبقى عل حاله، بعضهم كان يعرف بالأمر كالنمر الأسود تأسّف العقرب
لحالهم، ووعدهم بالمساعدة بعد القضاء على الشيطان...
أخبره النمر الأسود
ومن معه أن الطريقة الوحيدة التي يرضونها ان يصحبهم معه في رحلته للقضاء على
الأشرار ...
لم
ينطلق العقرب ومن معه في رحلتهم فقد مكثوا في مدينة الغابة يعدون السكان للدفاع عن
أنفسهم وقوّوا الحصون، وكانت وصية العقرب لهم جميعا كوصيته لبقية المدن أن النصر
يكون من ذواتنهم يجب أن لا ينتظروا المنقذ كلهم منقذ ينتصروا أو يموتوا.. بعد إتمام
التحضيرات خرج العقرب ومن معه من مقاتلين من المدن المختلفة فقد تبعهم الأشجع
والأمهر، كان السلحفاة المسن يريد الذهاب معهم لكنه بطئ لهذا قدّم للعقرب أدوات
تساعده في القضاء على الأشرار كما قدّم لهم تفصيلا حول طريقهم نحو المدينة المقبلة
إنها مدينة المشوّهين والوباء اللعين، أما هو فسيتبعهم مع بعض التماسيح عبر النهر
لعلهم يجدون طريقة لمساعدتهم ...
(للتفاعل وإضافة مسارات نصية للقصة اضغط هنا وأرسل الرمز التالي مع الرسالة 20)