مملكة السراب Mirage Kingdom
مملكة السراب لا أحد يعرف عنها شيء غير أن شعبها هم مستشارو الملك الأبيض والحكماء وبعض الطباخين ومن يحكمها طيف ...
كان سهلا عظيما والفريق يتقدّم بخطى واثقة، كلهم أمل في مواصلة المسير نحو النصر...
مضى زمن عن انطلاقهم وصلوا أخيرا إلى جبال الحلم عليهم التعرّج كي يصلوا مملكة السراب ...الطريق مسدود كتل جليدية ضخمة تمنعهم، لا حل أمامهم إلا تسلّق الجبال ويبدو أنه العائق الذي وضعه ذاك الشرير... كانت المهمة صعبة لكن إصرارهم كان قويا من أجل بلوغ الهدف، ساروا لأكثر من يوم صعودا، ولولا قوتهم لهلكوا ...
وجدوا كهفا في أعلى الجبل أرادوا أن يستريحوا فيه لكنه كان فخا فقد اغلق خلفهم، وما كان عليهم إلا التوغل فيه استمرت حركتهم نحو الداخل إلى أن بدأت مهاجمتهم من مخلوقات ضخمة بيضاء الفرو كالدببة كانت متوحشة، لكن النار أوقفتها وأبعدتها، استمروا في التقدّم إلى أن وصلوا إلى حفرة عظيمة وسط الجبل، استطار النسر استطلاع الأمر واخبرهم إن أسفلها هو الجهة المقابلة للجبل سيكونون أمام مدينة السراب، بدا نزولهم تباعا لكن الخفافيش هاجمتهم بقوة أسقطت بعضهم واستمروا في النزول ..
عندما وصلوا إلى الأسفل غاصت اقدامهم في رمال متحرّكة كادت تقضي عليهم لولا خفة النمر الذي أخرجهم بسرعة.. صارت المدينة أمامهم انطلقوا نحوها بلا توقف لكن فجأة ظهر ضباب كثيف حال بينهم فلم يعد أي منهم يرى الآخر..
فجأة اختفى الضباب ليجد كل منهم نفسه لوحده في ساحة أو بيت أو غابة كل حسب مخيّلته، ثم تقدّم منه من يحبّه يريد قتله، وهو يتحاشاه، وهنا ظهرت حيل شرير السراب فقد فصلهم بحيله وجعل من أصدقائهم وأحبائهم أعداء فكيف لهم أن يقاتلوهم؟ أما العقرب فقد ظهرت له أمه وديهيا وناصر الجميع يريد قتله وهو يتحاشاهم، استمر الوضع وقتا، ولم يجد العقرب بدا إلا أن يهرب فهو لا يستطيع قتل أمه، استمر في الهرب وهم خلفه، إلى أن اصطدم برجل عظيم قال أنا أبوك الحقيقي وسأقتلك، العقرب لا يعرفه لهذا قرر قتاله لكن الرجل قوي جدا وضربات العقرب لم تؤثر عليه نظر العقرب فيه مليا فوجد في صدره قلادة من جوهرتين متوهجتين تشبه الجواهر التي يحصل عليها بعد قتل الأشرار فتأكد أنه شرير السراب نفسه، وأنّ ما يراه مجرّد وهم فاستدار إلى من يتبعه، وأغمض عينيه وبدأ مهاجمة الجميع وقتله احتار الشرير وعاد لهيئة الطيف، وحينها انقشع الضباب الحقيقي وظهر أصدقاؤه مستلقين على الأرض ويضربون أنفسهم وكأنهم في الحلم، وجميعهم في بهو قصر عظيم، أما هو فكان مواجها للطيف..
قال الطيف: لن تنجو أنت واتباعك ولن تعود المدينة لأهلها، حولتهم جميعا إلى حجر الملح وكلهم يعانون الكوابيس منذ زمن طويل الجميع يعيش وهمه وأنت أيضا لن تنجوا ... رغم أن ماضيك عشته لوحدك لهذا لم تتأثر كثيرا لكن لدي القوة لقتلك في الواقع...
رد العقرب: بل أنت من سيموت ويُقضى على شرّك..
بدأ العقرب الهجوم لكن الطيف لا يتأثر بالسيوف فهو كالبخار، اهتدى العقرب لطريقة لجعل الشرير يظهر في صورة مادية ليستطيع قتله، فقد حمل معه قنينة التجمد من الكهف قام بكسرها تحت الشرير فبدأت اطرافه السفلية تتجمد أراد الفرار لكن دون جدوى استغل العقرب الفرصة ووجه سيفه نحو الجوهرتين فسقطت واحدة ليعود الشرير لصورته الحقيقية وحش ثلج ضخم جدا... حمل العقرب الجوهرة ووضعها في السيف الذي حررها، وقال للوحش الآن تبدأ المعركة، استفاق اصدقاؤه وتحلّقوا حوله متابعين المعركة.. لحظات وبدأت وحوش الثلج بمهاجمتهم بعد أن أيقضها الشرير كانت تتحطم ثم تتشكل من جديد، علم الجميع أن الحل في قتل الشرير أخبرهم العقرب أن يوجهوا أسلحتهم جميعا إلى الوحش في نفس الوقت وبالفعل قاموا بذلك فسقط أرضا فطعنه العقرب بالسيفين معا نازعا قلبه ثم قطع رأسه لتتحرر الجوهرة الثانية فوضعها في السيف الثاني فصدر ضوء قوي من السيفين أضاء كل الممالك وشعر العقرب بقوة عجيبة تسري في دمائه...
قد حرر كل الممالك ولم يبق إلا الشيطان، كان نصرا ساحقا، أذيبت الوحوش وتحطم الجدار الثلجي ليكشف عن الشعب المتحول إلى ملح حيث زالت عليهم اللعنة وعادو لحالتهم الأولى ...
التفوا حول العقرب والمنقذين كانت فرحة الجميع كبيرة وقد حققوا أملهم في الحرية، أعادوا تشكيل صفوفهم، وأخبرهم العقرب أن المهمة لا تزال في أولها يجب القضاء على الشيطان أولا...
تقدّم الحكماء من العقرب وقدّموا له كتاب السر الكبير حيث كشفوا له عن نقاط ضعف الشيطان فهم يعرفونه منذ كان مستشارا للملك الأبيض...
لم يدم بقاء العقرب ومن معه طويلا في مملكة السراب فلم يعد أمامهم إلا القصر الأبيض العظيم كي يواجهوا الشيطان، لم يتمكن أي منقذ قبل العقرب من تجاوز مدينة السراب أو الوصول إلى مشارف القصر العظيم حيث الشيطان ينتظر، إنها فرصة الممالك الوحيدة... الجميع سعيد بما حقق العقرب لكنهم يخشون بطش الشيطان ومن معه...
انطلق العقرب مع فرسانه من كل الممالك نحو القصر الأبيض العظيم إنها المعركة الأخيرة....