فيلم/ حكاية حجر -Stone story
المعالجة الدرامية
Dramatic treatment
تنطلق أحداث الفيلم في البداية على مقربة من سور المقبرة المُطل على الشارع الفرعي الذي يمر منه سكان بعض الأحياء الخلفية لمدينة ورقلة، حيث يوصل التلاميذ إلى المدارس والناس إلى أعمالهم اليومية، حركة الناس لا تنتهي، الكثير يمرّ أمام هذا الجدار بعضهم لا يعرف أنها مقبرة، يجلس على سورها رجل مجنون لباسه رثٌّ وشعره كثيف، ينظر إلى المارين بالقرب منه، ويكلّم نفسه مرة والجدار مرة أخرى، ينزل من أعلى الجدار ويراقب حجرا متوسط الحجم مرميا على قارعة الطريق، يحاور الحجر ويتمنى لو كان حجرا مثله، لحظات يمر عدد من المارة، فينظر إلى كل واحد منهم ويبدأ في التعليق بصوت غير مسموع، تتوقف سيارة على بعد أمتار منه، فيهرول ناحيتها، يقدّم له صاحبها سيجارة فيفرح بها كثيرا، ويتجه إلى أسفل السور ويشرع في تدخين السيجارة، فيغيب عن الوعي. هنا يحلم أنه تحوّل إلى ذلك الحجر، وتمر عليه مراحل مختلفة حتى يصبح غبارا.
أول ما يصادفه وهو –حجر- ملقى على الأرض حين يفتح عينيه بصعوبة ينظر إلى العالم نظرة شاقولية لا شيء يتحرك فيه سوى الرموش كله جثة هامدة يبدأ مسيرته وهو حجر تمر به سيارة تكاد تدهسه، يتطاير الغبار، بعد لحظات يخرج تلاميذ المدرسة المجاورة، يمرّون فوقه يحمله أحدهم يقذف به صديقه مازحا يسقط على الأرض يتدحرج يعاني الأمرّين، يسقط على وجهه يبقى له بصيص صغير للرؤية، نَفَسُه يكاد ينقطع وهو يصرخ ويشتم الجميع... يغمض عينيه مجددا..
يفتح عينيه فيجد أن الحال استقر به عارضة لمباراة كرة قدم بين التلاميذ... يتركونه مقلوبا على ظهره... يحل المساء وهو لا يستطيع الحراك، يحرك عينيه فقط... يأتيه كلب يتبول عليه.... مرمي على الأرض تمر به عجوز شمطاء تحمله وهي تقول سأربط السحر بهذا الحجر القذر كما أخبرني الطالب سي السبتي (الساحر) فتغطي الحجر بخرقة بالية بها روائح غريبة وكتابات مختلفة ثم تأخذه معها لبيت ابنتها وتخبرها بأن تدفنه تحت سريرها بعد أن تقتلع البلاط فيتم دفنه إلى أن يكتشف الرجل أمر البلاط ويجده ليطلّق المرأة وهو يحمله إلى ذات الطالب سي السبتي (الساحر) الذي يطلب من الرجل البول على الخرقة والحجر كي يبطل السحر... ثم يرميه في قعر بئر فيفعل... يترسب في الماء إلى أن تزول أدرانه وتحمله المياه الجوفية إلى أرض أخرى حيث تقذفه محركات المياه في إحدى المزارع في الضواحي ليجد نفسه في مزرعة للبطيخ مستقرا بينها، تأخذ البطيخ شاحنة وهو معه، سائق الشاحنة لص، يسرق بعض البطيخ ويحمله إلى بيته، والحجر معه، تجده ابنته فترمي به من النافذة ليجد نفسه مرة أخرى في الشارع ذاته، يفتح عينيه مرة أخرى ببطء ينظر إلى العالم من فوقه شاقوليا يشعر بتعب شديد وما كاد يشعر بحاله وهو حجر إلا ويد خشنة تلتقطه إنه بناء يقول لبعض العمال الأفارقة: التقطوا حجارة أكبر من هذه، فكلها يصلح لإعادة بناء سور المقبرة المهدّم، ثم يرمي به بعيدا فقد كان مجرد نموذج للحجارة ... يسقط بعيدا في طريق الشباب المهرول نحو مباراة كرة القدم بين الفريق المحلي وأحد الفرق المحلية أيضا... يحمله أحد المشجعين لا يدري هل سيرميه مجددا أم يحمله معه للملعب، تبدأ المباراة وما كاد الهدف الأول يسجل إلا وتنطلق المشادات والفوضى الكل يضرب الكل وإذا بالمشجع يرمي الحجر على رأس حكم المباراة فيُدميه وتستمر الفوضى لأكثر من ساعتين، إلى أن أخرج رجال الأمن كل المشجعين، وبقي الملعب في حالة فوضى... يُنظّف الملعب ويُحمل الحجر مع بقية الحجارة في شاحنة كبيرة، ويتّجه به إلى مكب النفايات، تسير الشاحنة بسرعة لكن توقفها مظاهرات شبابية من أجل العمل والماء وأشياء أخرى لا تعني الحجر المسكين، يرى المتظاهرون كمية الحجارة الكثيرة في الشاحنة فيُغريهم الأمر فيُنزلوا حمولتها في الطريق بالقوة، ليستخدموها في رشق رجال الشرطة، فيحمله المتظاهرون ويرمونه على الشرطة، ليصطدم بخوذة أحدهم، ويسقط على الأرض وتدوسه أحذية الشرطة وتتقاذفه أرجلهم ويُحمل مرة أخرى ويُرمى به المتظاهرون، يسقط على حافة الرصيف دون أن يصيب أحدا يظل يراقب الكر والفر بين الفريقين إلى أن يتعب المتظاهرون ويعودوا أدراجهم لتنتهي المشادات ... لكنه يظل على حاله ينتظر حركة جديدة، لن يستمر انتظاره طويلا، تأتي جرافة مع بعض العمال (الأفارقة أنفسهم) يحملونه من جديد، وهذه المرة في شاحنة أكبر ليُرمى في القمامة أو العراء خارج المدينة.. لكن المقاول المكلّف برمي الحجارة وتنظيف الطريق، يطلب من السائق عدم رميها في العراء بل سيستغلها لتعبيد إحدى الطرقات الفرعية، على أنها حجارة صالحة ... يتجه السائق إلى المكان المطلوب، لكن قبل وصوله يرمي به أحد العمال الأفارقة على نخلة... ويضحك ، يسقط على الأرض فيحمله بعض الصبية يلعبون لعبة إسقاط العلب ويكون هو حجر اللعب... بعد أن ينفضّوا من المكان يظل مرميا مع العلب على الأرض، يفتح عينيه مرة أخرى ببطء فإذا بيد ناعمة تحمله إنها فتاة من الجامعة تحمله كي ترمي به بعضَ الكلاب التي تعترضها أحيانا في طريقها، ولكنها تضعه في حقيبتها المملوءة بأشياء مختلفة، أدوات الزينة عطر، تنسى الفتاة أمره وتدخل الجامعة ويدخل المحاضرة ويسمع كل شيء، حول القانون والسياسة يبدو أنها تدرس الحقوق، ثم تخرج من المحاضرة وتتجه إلى النادي مع صديقتها ثم إلى المطعم الجامعي... وتطلب منها صديقتها الذهاب معها إلى الغرفة، فيكتشف أسرارا كثيرةً... وفي الغرفة تتفطّن لأمره فترميه من النافذة... تلتقطه فتاة في الحي الجامعي، وتعتقد أنه حجر لإزالة قشور الرِّجل بسبب الحبيبات التي صارت على سطحه، فتُدخله معها الحمام وتفرك أجزاء من جسدها ورجليها لكنه كلسي يبدأ بالتحلل في الماء والصابون، فتلعنه وترميه مجددا من النافذة وهو يذوب ... يصبح أصغر حجما وهو ملطّخ بالصابون.. خارج الحمام تمر عاملة النظافة في الحي تشم الحجر فتعتقد أنه حجر كافور تأخذه معها لبيتها لسحقه ووضعه مع البخور الذي تبيعه للنساء... لكنها تكتشف في الطريق أنه مجرد حجر خصوصا بعد أن جف وغادرتْه رائحة الصابون، فترميه مجددا من نافذة الحافلة ليجد نفسه في ذات المقبرة، داخل المقبرة التي كان يجلس بجانب سورها، يمكث إلى الليل حيث يجلس إلى جانبه رجلان يشربان الخمر، يدور بينهما حديث كثير غير مفهوم، ثم يتخاصمان بعنف شديد، يحمله أحدهما ويضرب به الآخر بقوة على رأسه، يُغمى على الحجر ويموت الرجل، يستيقظ الحجر وهو مغطى بالدماء أمام القاضي بوصفه أداة الجريمة، لا يعرف كم لبث من الزمن وهو غائب عن الوعي يتم الحكم على المجرم أما هو فيتم وضعه في صندوق داخل غرفة مظلمة مع الكثير من أدوات القتل (سكاكين- سيوف –فؤوس..) لا يمر وقت طويل حتى يأتي مجموعة من الأشخاص من المحكمة ليتخلصوا من هذه الأدوات بوصفها قمامة... يصل إلى المكب ويبقى لفترة تحت الأرض، لكن بعد فترة تبدأ عمليات الحفر في المنطقة على أساس اكتشاف أثري مهم يعثر عليه عالم آثارٍ فرنسي، وقد شوهه الحرق ليبدو أنه حجر من الزمن القديم يخص أحد حكام المنطقة، فيحمله الباحث معه إلى فرنسا/باريس وقد أصبح (الحجر) صغيرا بفعل التآكل يقوم الباحث في فرنسا في مخبره في الطابق العاشر بإحدى شوارع باريس، بتفتيت الحجر ليكتشف أنه حجر كلسي بلا قيمة -تافه- فيفتّته ثم ينثره غبارا في سماء باريس... هنا يستيقظ المجنون ولازالت سيجارة حشيش بين شفتيه ... فيضحك ويستمر في السير متجها إلى المدينة باحثا عن مغامرة أخرى..