المقامة التفاعلية (الرقمية) مفهوم يتأسس
مفهوم يتأسس |
هي فن أدبي يجمع بين
المقامة في شكلها القديم المبني على اللغة والحدث المشتمل على المغامرة والطرافة
في كسب القوت وبنائيا عُرفت بلغتها البليغة واشتمالها عن الشعر والنثر وكانت تروى
من راو هو في الغالب بطل المقامة، وتأتي المقامة التفاعلية لتحيي هذا التراث
الأدبي والفني من خلال صهره وإعادة بعثه في حلّة رقمية تفاعلية تجمع اللغوي بغير
اللغوي والبرمجي بالتفاعلي، ليصبح معها المتلقي مبدعا والمبدع قد يتحوّل إلى متلق،
وتظهر على سطحها اللغة والعلامات غير اللغوية كالصور والاصوات بوصفهما جميعا أدوات
بنائية للنص، فالمقامة التفاعلية تقوم على نواة نصية لغوية وبعض العلامات غير
اللغوية، وهي لا تختلف عن المقامة التقليدية في شقّها اللغوي إلا في كونها غير منتهية
الأقسام حيث تترك مساحات نصية فارغة لتدخل المتلقي الذي أصبح مع المقامة التفاعلية
منتجا مشاركا في البناء.
وهدف المقامة
التفاعلية الرقمية هو إحياء التراث المقامي بالدرجة الأولى وجعله مواكبا لعصر
الرقمنة، كما تهدف إلى تمرير مستويات اللغة الراقية المحمّلة بالبلاغة إلى المتلقي
العادي فيؤدي ذلك إلى إحياء اللغة عند العوام، ومن جهة أخرى تهدف إلى اكتشاف
المواهب من المتلقين حيث تتم مشاركة الجميع وقد يُبدع بعض المتلقين في تقديم أحداث
ولغة متميّزة لمسارات المقامة النواة الأولى... كما تقدّم المقامة مساحة مهمة لاتصال
اللغوي بغير اللغوي على متنها حيث تصبح للصورة والصوت بلاغتهم الخاصة، وهنا تظهر
قدرات الكتاب/المتلقين في تمرير بلاغتهم الخاصة المتماشية مع عصر الرقمنة..
في محاولة مني لتقديم
هذا الفن قمت بإنتاج نص تجريبي بعنوان "مقامات الوهن العربي" وفيه انتقل
من دولة على أخرى وأسرد مغامراتي فيها وقد بدأتها بتونس، وتعد المقامة وأحداثها
قريبة من الحقيقة والواقع فقد عشت أغلب الأحداث فيها لكن بنسب مختلفة..